أرانى ما ذكرت لك الفراق

أرانى ما ذكرت لك الفراق

العارف بالله الشيخ عبد الرحيم البرعى

أرانى ما ذكرت لك الفراق *** ودمعك واقف يأبى الهراق

بلحظك لا هجرت واى لحظ *** أراق دمى واى دم اراق

لقد طال المطال على لولا *** خيالك زار مضجعى استراقا

وما شى بأعظم من جسوم *** مفرقة وارواح تلاقى

فكم سمح الهوى بدمى ودمعى ** وكلفنى بكم ولها وشاق

وامرضنى واضرم نار وجدى *** وذلك مذهب الحب اتفاقا

ولو كان الهوى العذرى عدلا *** لحمل كل قلب ما اطاق

اذا هب الصبا النجدى وهنا *** بريح الرند اطربنى انتشاقا

ولم اهو الكثيب وساكنيه *** ولا مصر الخصيب ولا العراق

ولا شوقى لكاظمة ولكن *** الى من ساد امته وفاق

محمد المخصص بأسم أحمد *** من المحمود كان له اشتقاقا

امام المرسلين ومنتقاهم *** اكرمهم واطهرهم نطاقا

نبى انزل الرحمن فيه *** تبارك والضحى والانشقاق

كتاب ذا صراط مستقيم *** مبين لا افتراء ولا اختلاقا

فلا برح الغمام يجود ارضا *** ترى لضياء قبتها ائتلاقا

بها شمس تفوق الشمس نورا *** وبدر يلبس البدر المحاق

هو الكرم الذى ملا البرايا *** هو العلم الذى ركب البراق

نبى لم يزل يسمو علوا *** الى ان جاوز السبع الطباق

قضاه الله للاسلام سيفا *** ازال به الضلالة والنفاق

فكان لاهل دين الله عزا *** وللهيجاء حين تقوم ساقا

اباد المشركين بكل ثغر *** وقاد الخيل ...بة وساق

وفوق شبكة الفرق الطواغى *** واروى منهم القضب الرقاق

واقدم والصوافن صافنات *** وقد ضرب العجاج لها رواقا

وعادت شامخات الكفر وهدا *** وامشى فوقه الخيل العتاق

ومن على الاسارى يوم بدر *** وفادى ما بعد شد الوثاق

وعم الخلق مكرمة وجودا *** فلما جاد فارق ما اذاق

اتقبل يا محمد عذر عبد *** يحن اليك من برع اشتياقا

حججت ولم ازرك لسوء حظى *** وعبد السوء يعتاد الاباق

ومن لى ان اسلم من قريب *** وألتثم التراب ولو فواقا

وانظر قبة ملئت جمالا *** واشبع من جوانبها عناقا

اتاك الزائرون من النواحى *** يحثون السوابق والنياق

وعاقتنى ذنوبى عنك فأعلم *** بأن الذنب اوقفنى وعاق

فصل عبد الرحيم بحبل جود *** تعم به الاحبة والرفاق

اتيتك سيدى بعذر فأعطف *** على اذا الفضاء على ضاق

قصرت خطاى عنك من الخطايا * وذنبى لم اطق معه انطلاقا

فكن ظلى غدا وشفيع ذنبى * وحوضك فأسقنى منه دهاقا

وانس بالقبول غريب لفظى * ونفس عن مؤلفه الخناق

فقد ملكتنى الاوزار عبدا *** ولكنى رجوت بك العتاق

وكيف يخاف لفح النار مثلى *** وجار حماك لم يخف احتراقا

عليك صلاة ربك ما تبارت *** رياح الجو تستبق استباقا